-->

هل وصول الإنسان إلى القمر یعنی أنه نفذ من أقطار السموات والأرض ؟



هذا السؤال أجاب عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله

*  السؤال : هل الانسان اخترق اقطار السماوات ووصل الى القمر .. أم ظل دون السماء الدنيا .. نريد رأي فضيلتكم في هذه المسألة الشائكة التي ثار حولها جدل كبير ؟



* الجواب : مسألة وصول الإنسان إلى القمر .. القمر و الشمس ..وكل الكواكب التي نراها هي في السماء الدنيا .. مصداقا لقول الله سبحانه وتعالی ( وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) .. اذن ما نراه نحن هو دون السماء الأولى .. فاذا رأينا كوكبا بيننا وبينه مليون سنة ضوئية .. كم من الوقت يلزم للإنسان حتى يصل الى هذا الكوكب .. وكم يعيش كل فرد من تلك الرحلة التي تبدأ من الأرض الى كوكب على بعد مليون سنة ضوئيا .. وكل جيل يجب أن يولد في الفضاء ويموت .. ويعلم ويتعلم .. حتى يستطيع أن تصل البشربة  إلى هذا الكوكب .. وهل هذا ممكن علميا .. الجواب .. مستحيل .. فاذا كنا لا نستطيع أن نصل الى كواكب .. هي في السماء الدنيا .. ودون السماء الأولى ... فهل نستطيع أن نخرج من السماوات كلها .. اذا كنا بعلمنا الآن عاجزين أن نصل الى آخر حدود السماء الدنيا .. ذلك أننا محتاجون إلى مليون سنة ضوئية .. أي أن نسافر مليون سنة بسرعة الضوء .. حتى نستطيع أن نصل الى ما نشاهده الآن في حدود السماء الدنيا .. فكيف بما لم نكتشفه بعد .. وكيف بالسماوات السبع أما ما يقال عن الوصول الى القمر .. أو المريخ .. فهذه كلها كواكب قرب الأرض .. تبعد عنا بثوان أو دقائق .. ضوئيا .. أي في البعد اللانهائي للكواكب البعيدة .. لا شيء .. مجرد ثوان ضوئية بيننا وبين القمر .. ودقائق ضوئية بيننا وبين  الشمس .. فاذا كان الانسان استطاع أن يصل لهذا .. فهو لازال في ضواحي الأرض الملتصقة به ..وبينه وبين السماء الأولى أكثر من مليون سنة ضوئية .. حسب ما كشف لنا الله من علم للأجيال القادمة .. اذن الخروج من أقطار السموات والأرض مستحيل بالنسبة للإنسان .. ولكن ما معنى « لا تنفذون إلا بسلطان » .. بعض الناس يقول ..ان معنى ذلك سلطان العلم .. ونحن نقول أن هذا تفسير خاطىء .. ولكن المعنى الحقيقي هو سلطان الله سبحانه وتعالى ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم .. أسرى به وصعد الى السماء السابعة .. إلى سدرة المنتهى لسلطان الله سبحانه وتعالی .. ونحن يوم القيامة .. سنكون في أي مكان خاضعين لسلطان الله سبحانه وتعالى ، والملائكة التي تنزل الى الأرض .. وتصعد الى السماوات بسلطان الله سبحانه وتعالى .. ولو أن الآية الكريمة « لا تنفذون إلا بسلطان » .. لم ترد .. لكان بعض الناس قد جادل في معجزة الاسراء والمعراج .. ولكن كونها وردت .. فمعنی ذلك أن الله سبحانه وتعالى بسلطانه هو، يجعل من يشاء يصعد الى السماوات كل حسب ما هو مقدر له .فاذا سمعنا أحدا يقول ان الانسان قد نفذ من أقطار السموات والأرض .. لأنه وصل الى القمر .. نقول له ان الانسان قد استطاع أن يقتحم ثوانى ضوئية .. من ملايين السنين الضوئية التي هي جزء من اتساع السماء الدنيا .. وأنه محتاج الى مليون  سنة ضوئية .. محذوفا منها ثانيتان .. ليصل الى العمق الذي يراه الآن من السماء الدنيا ..وهو في كل هذا دون السماء الأولى  .
chaima
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع موعظة و علم .

جديد قسم : مقال اليوم

إرسال تعليق